تكلمت كثيرًا يا آدم وآن الأوان أن تسمع لكلام حواء
ادعيت أنك تعرف عنها الكثير وأنت لا تعرف سوى ما أردت أنت أن تعرفه
ظللت سنينًا تدعي أنك تقدر على حل المشكلات برجاحة عقلك واتزان عاطفتك ؛
وعجزت أن تحل مشكلتك مع حواء
فلتسمع اليوم يا آدم علك تحل مشكلتك أنت وتفهم من تكون حواء
في الحياة خلقنا ذكورًا وإناثا يكمل بعضنا بعضًا، وخلق الله بينا مودة ورحمة
وجعلنا أزواجًا يأنس بعضنا ببعض ، وكما خلقت أنت من طين؛ خلقت حواء منك ، فهي جزء لا يتجزأ من تكوينك
وكما أنت بشر هي أيضًا مثلك، وكما تحمل بداخلك أحلامًا وطموحات تسعى لكي تحققها
تحمل هي مثلك، لا تحسب أنها إن سعت لتحقق أحلامها فهي تتحداك لتقهرك، فليس هذا إلا في مخيلتك وحدك
أنت حين تضع العثرات في طريقها ، وتبني السدود وتحفر الحفر فإنك تزيد من الخطر الذي يؤرقك
وقد تحيله حقيقة دون أن تدري، وهي إن كانت زوجتك ، فاذكر أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة
فاكبر صورتها، وارفع قدرها ترفع من قدرك ، ولا تحرمها نجاحًا لا يخل بأمور بيتك
يا آدم في الحياة نحن شركاء يجمعنا عقد شريف، والشركاء يحسن بعضهما لبعض، ويشاور أحدهما الآخر
ولا يستأثر أحدهما بالفضل، فلتشارك حواء حق الشراكة، ولا تقل أحبك وقل أنتِ صديقتي
شاورها في أمرك تشاورك في أمرها، كن صادقًا معها تكن لك نعمى الزوجة الصديقة
مد لها يدك تفتح لك ذراعيها ، واذكر أنك كما تملك عقلاً ولك فكرك ورأيك فلها مثلك
.وأنت ان كنت قوامًا عليها فلا تكن جبارًا مستبدًا، فهي تطيعك مادمت تحسن إليها
كن لينًا موضع اللين، شديدًا موضع الشدة
ولا تجعل سلطانك كالصيت في كل وقت فيفقد قوته وهيبته
واعلم أن حواء ليست صورة جوفاء بل هي روح وجسد فلا تنكر أحدها وتقر الآخر