من منّا لم يخالط صفو حياته كدر؟
ومن الذي لم ينغص هدوءه ضجر ؟
هكذا هي الدنيا طبعت على هم وحزن ولا تصفو لبشر
وهكذا هي سنة الحياة فهي ابتلاء ينجح فه من صبر وشكر
قال تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)
إذاً فالدنيا دار ابتلاء والمؤمن من إذا أصابته ضراء صبر
كنت قرأت مرّة رواية صينية ظهر فيها حكمة ملخصها كما أذكر:
أن أماً مات ابنها فحزنت عليه حزنا شديداً
فذهبت إلى حكيم القرية وقالت : أريد وصفة تعيد لي ولدي
فكر ثم قال لها : أحضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً
فذهبت العجوز تطرق أبواب بيوت القرية بهمة ونشاط
فطرقت الباب الأول فخرجت لها إمرأة شابة
سألتها العجوز : هل يعرف هذا البيت الحزن ؟
أبتسمت المرأة في مرارة وقالت : وهل عرف هذا البيت إلا الحزن ؟؟
لقد مات زوجي منذ سنة تارك لي أربعة أطفال
وليس لدينا إلا أثاث هذا البيت الذي بعناه ولم يتبقى منه إلا القليل فتأثرت العجوز وأخذت تخفف عنها
ووعدتها بزيارتها مرة أخرى
ثم أكلمت العجوز البحث عن بيت لم يعرف الحزن مطلقاً
فطرقت باباً آخر وفتحت لها صاحبته وسألت هل يعرف هذا البيت الحزن ؟
فبكت صاحبته وقالت : أن زوجها مريض بالداخل منذ زمن وليس لديها وأطفالها ما يأكلونه
فتأثرت العجوز وذهبت إلى بيتها لتحضر طعاما لهم
وهكذا كلما دخلت بيتاً وجدت فيه من الحزن والهم ما قد ينسيها همها فخفف عنها ذلك كثيراً
وعلمت أن الحكيم كان يريدها أن تعرف أن من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته
ونحن المسلمين لدينا ما يسلينا
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه خطيئة". رواه مسلم
وقال : "مَايُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَاللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ" رواه البخاري
نقطة تفتيش
يقول أحدهم :
تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين
ولكنني شكرت الله أكثر عندما رأيت غيري بلا أقدام