قطه المنتدي عضو نشيط
عدد المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 03/05/2010
| موضوع: فلسفه التعافي الأربعاء نوفمبر 03 2010, 17:42 | |
| التعافـــــــي هو : -قبول ما لا يمكن تغييره هناك أمور في حياتنا وحولنا لا نستطيع تغييرها علينا أن نطلب من الله السكينة كل يوم لكي نستطيع أن نقبلها ..من أهم الأشياء التي لا نستطيع أن نغيرها وعلينا أن نقبلها، هي الآخرين . نحن لا نستطيع تغيير أحد. ربما نستطيع بمعونة الله أن نغير أنفسنا، أما الآخرين فيجب أن نطلب من الله قوة كل يوم لكي نقبلهم كما هم .أساسيات التعــــــــافي :المبدأ الأساسي الأول :
هناك مشكلة .. !
لابد أن تتعافى من شيء ! فبدون مشكلة لن يوجد تعافى ! للوهلة الأولى قد يبدو هذا المبدأ الأساسي سهلاً جداً ومنطقياً للغاية. ولكنه في الواقع خطوة من أصعب الخطوات. لأن لا أحد يريد أو يحب أن يكون لديه مشكلة !
عندما تسأل مدمن يتعاطى المخدرات: " هل لديك مشكلة ؟ " فإنه يجاوبك "بالطبع توجد مشكلة وهذه المشكلة هي أنت ! إذا توقفت عن مطاردتي لن توجد مشكلة " !
وإذا سألت شخص إعتمادى إذا كان يعاني من مشكلة فإنه يقول لك "بالطبع يوجد مشكلة وهي ذلك المدمن الذي عليّ أن أرعاه، فإذا توقف عن التعاطي لن توجد مشكلة " !
كلنا نقاوم فكرة وجود مشكلة لدينا. الآخرون من حولنا أيضاً لا يعجبهم وجود المشكلات. تعلمنا في الأسر التي نشأنا فيها أن ننكر المشكلات ولا نتكلم عنها. هناك ذلك المثل الشعبي المشهور في ثقافات كثيرة من العالم وهو عدم نشر الغسيل القذر أمام الآخرين ! " لماذا تجلب لنا ولنفسك العار ! " المجتمع أيضا خارج الأسرة يرفض الاعتراف بالمشكلات.
يبدأ التعافي عندما نتوقف عن كل هذا وبشكل أو بآخر نجد الشجاعة للاعتراف بوجود مشكلة.
المبدأ الأساسي الثاني :
[center]المشكلة هي مشكلتي أنا !
توجد مشكلة.. وهذه المشكلة هي مشكلتي أنا
الاعتراف بأن هناك مشكلة في حياتي وحده لا يكفي. لأنه بعد أن اعترفت بوجود مشكلة في حياتي، من السهل جداً القول أن المشكلة سببها المشاكل في شخصية شخص آخر (زوجتي مثلا أو زوجي ). هذه الطريقة في التفكير مضللة لأني كل مرة أشعر بالألم بسبب مشكلاتي وأموري الشخصية، أُرجع سبب هذا الألم لمشكلات الآخرين. فمثلاً عندما أشعر بالغضب سأجد أن رد فعلي الأول هو إلقاء اللوم على شخص آخر. لكن الصحيح هو أولاً البحث عما يخصني في الموقف والتعامل معه. فأسأل نفسي مثلاً، لماذا غضبت بهذه الصورة ؟ لماذا لم أستطع التحكم في أعصابي؟ من السهل تشخيص مشكلات العالم كله ولكن الأهم هو معرفة ما هي مشكلاتي أنا !
المبدأ الأساسي الثالث :
لا أستطيع حل هذه المشكلة بمفردي
توجد مشكلة وهي مشكلتي أنا ولا أستطيع حلها بمفردي!
معظمنا حاول كثيراً. أيضا كل مدمن حاول مرات كثيرة أن يتوقف لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل. فالتوقف عن التعاطي يتطلب أكثر من مجرد القرار. أغلبنا في بداية رحلة التعافي، أدرك وجود مشكلة واعترف أنها مشكلته، ولكننا حاولنا أن نحلها بمفردنا. لا يستطيع أحد أن يتعافى بمفرده. التعافي غير ممكن من خلال قراءة جميع الكتب التي تتحدث عن التعافي، هذا أيضاً لن يجدي. التعليم يؤدي للمعرفة وليس للشفاء. التعافي يشبه مادة دراسية جزء منها عملي أو تطبيقي ويلزم دراسته في " المعمل أو المختبر ". ولا يمكن النجاح فيها بإتمام دراسة الجزء النظري فقط.
لابد من تجريب السلوكيات الجديدة عملياً، حتى وإن كانت في بعض الأحيان مرعبة وغريبة. إننا نحتاج لهذه العلاقات الجديدة الصحية الآمنة لنحاول فيها تطبيق هذه السلوكيات. كيف يمكن لأحد أن يتعلم الكلام لأول مرة بدون أشخاص يستمعون إليه وينتظرونه حتى يتقن الكلام ؟!
المبدأ الأساسي الرابع :
التعافي يستغرق وقتاً توجد مشكلة، وهي مشكلتي أنا وأحتاج لآخرين لأحلها، وحلها سوف يستغرق وقتاً!
الفكرة المحورية التي يدور حولها فيلم "السرعة Speed " هي:
إذا هدأ الأتوبيس من سرعته سنموت كلنا. إننا في هذا العصر نتصرف كما لو كنا سنموت إذا هدأنا من سرعتنا. إذا أصيب أحدهم بورم سرطاني وتعرض لعملية إزالة فإننا لا نسأل الجراح عن الوقت الذي استغرقته الجراحة بل بالأحرى نسأل الجراح إن كان قد استأصل كل الورم أم لا !
السرعة هنا ليست هي مقياس النجاح و لكن الاكتمال هو المقياس الحقيقي.
التعافي مثل ذلك تماماً. هذا المبدأ يثير الإحباط في عملية التعافي. وربما يكون أحد الأسباب الرئيسية للنقد الموّجه لثقافة التعافي وهو أن التعافي يستهلك وقتاً كبيراً.
لكن التعافي يمكن أن نعتبره رحلة تستغرق العمر كله. المبدأ الأساسي الخامس: التعافي رحلة روحية
هناك مشكلة .. وهي مشكلتي أنا وأحتاج آخرين لحلها وهذا الأمر سوف يستغرق وقتاً
كل العيوب المتعلقة بالشخصية و كل أنواع الإدمانات لها جذور عميقة فينا. لذلك فإن الحلول السطحية البسيطة لا تصلح. لهذا فإن رحلة التعافي تتضمن الوصول إلى جذور الأشياء. و كل هذه الجذور غالباً ما تكون جذور روحية. كل التشوهات في الشخصية و العلاقات قد أثرت أيضاً على العلاقة بالله. أحياناً نفضل الاحتفاظ بروحانياتنا أو أفكارنا و صورنا عن الله و أنفسنا كما هي، لأن التغيير صعب،
لكن التعافي الحقيقي هو التعامل مع صورة الله التي بالفعل بداخلنا وتتحكم فينا. ليس ما نقوله بأفواهنا عن الله وإنما ما نعيشه ونشعر به بالفعل ! التوكل على الله ..
المبدأ الأساسي السادس:
التعافي في النهاية فضل يجب أن نستقبله
توجد مشكلة وهي مشكلتي وأحتاج لآخرين ووقت و صراع لكي أحلها وفي النهاية أقبل التعافي كفضل من عند الله.
استقبال الهبة من الله لا يعني أننا لا نفعل شيئاً. التعافي لا يزال عملاً شاقاً. فيه نتعلم سلوكيات جديدة وطرقاً جديدة للتفكير. نخطئ ونتعلم أن نسامح أنفسنا ونتعلم أن نسامح الآخرين. حتى وإن كان التعافي يتضمن عملاً شاقاً إلا أننا في النهاية لا نستقبله كنتيجة لعملنا الشاق، و إنما كفضل من عند الله.
المثل المناسب هنا هو صورة الزواج. يجب أن يعمل الزوجان بشدة على إنجاح هذه العلاقة. وتمر أحيانا مواسم صعبة جداً، و أوقات أخرى تبدو فيها العلاقة وكأنها على حافة النهاية. وفي النهاية عندما تلوح بارقة أمل فإننا نستقبلها كفضل ونعمة من الله.
العمل الشاق أحياناً كثيرة يكون للتهيأة لإمكانية استقبال هذه النعمة كما يجب [/center]
| |
|