يحكى أن قبورياً رأى رجلاً يعبد صنماً فأنكر عليه القبوري ذلك , فقال له عابد الصنم : أنت تعبد
مخلوقاً غائباً عنك , وانا أعبد مخلوقاً ماثلاً أمامي ... فأينا أعجب ....!!؟
رغم غرابة القصة إلا أنها لاتخلو من معانِ يحتاج المسلم أن يقف عندها طويلا :
أولا : أنكر هذا القبوري على عابد الصنم عبادة لغير الله بينما هو يفعل الأمر نفسه.... فهو يدعو ويذبح
ويطوف ويسجد لصاحب القبر وهذا عين الشرك الذي نهى سبحانه عنه فقال : { إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء } . سورة النساء
وقال عليه الصلاة والسلام : " يوقل الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك , فمن عمل عملا اشرك فيه غيري فأنا برئ منه " رواه مسلم
ثانيا : عابد الصنم توجه بعباده لصنم واحد بينما عابد القبر يتوجه بعبادته لكل قبر وكل ولي
بل هو يتبرك بكل مايخص القبر من ترابه حتى السياج المعدني ............. ويحدث عند
القبور ما يندى له الجبين من إقامة الإحتفالات , وإختلاط النساء بالرجال , والرقص على إيقاعات خاصه
وهم يغنون أشعار الشرك والضلال ... بل وتقدم النذور صدقة أو قربة لصاحب القبر ............ وصدق
الله تعالى : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامه وهم عن دعائهم غافلون } سورة الأحقاف .
يقول شاعر مصر حافظ إبراهيم :
أحياؤنا لا يرزقون بدرهم *** وبألف ألف يرزق الأموات
من لي بحظ النائمين بحفرة *** قامت على أحجارها الصلوات
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يجعلنا هداة مهتدين .