بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيــم
والصــلاة والـسـلام عـلـى مـَن لا نـبـي بـعـده
مـحـمـد بـن عـبـد الله عـلـيـه أفـضـلُ الـصـلاة وأتـمُّ التـسلـيم
فـي هـذا الـزمـن.. فـي هـذه الأيـام.. عـنـد هـذه اللـحـظـة الـتـي نعـيـشـها..
تتـكاثـر مـصـائـبنـا فـي مـُجـتمعاتنا الاسـلامـيّة..
رغـم أن كـلّ هـذه الـمـشـاكـل بـبـسـاطـة يـصـلـحـها ديـنــنا
ولـكـن الـحـقيـقـة تـخالـف ذلـكـ..
لأنَّ قـِلـّة الإيـمـان واتـسـاع الـجـهـل عـلـى مـسـتـوى الـعـقـل
لا يـتـقـبـل كـلا مـِنْ الـقلـب والـعقـل حـديـث شـريـف أو أيـة قرآنـيّـة
فـعـنـدمـا تـأتـي وتـجـالس الـمـتهوّر وتـفـهـّمـه: يـا آدمي يـا مثـقف يـا واعي
لا تـضـاعـف سـُرعة الـسيـارة فـوق السـرعة المـحددة فـي الـشـوارع
لأنـك تضرّنا قـبـل أن تـضـرّ نـفـسـك
كـما جـاء فـي الـقـرآن الـكـريـم (هـُنا تنعقد المفاهيم عـنـده)
قــالـَ تعــالى:
1ـ "ومـا ظـلمـنـاهم ولكـن كانـوا أنـفـسـهم يـظـلمـون" [النحل؛118]
2ـ "ربـنـا ظـلـمنا أنـفـسنـا" [الأعراف؛24]
3ـ "ربـي إنـي ظـلمـت نفـسي" [النحل؛44]
و لـن يسـتوعب ولـن يـَعـمَلَ قلـبه بـمـا نـهى وأمـر بـه الله
لأن قـحـط الإيـمـان فـي الـقـلـب يـسـاوي "مـجـمعـة" مِـنَ الـشياطـين
ولأن مـضـيـق العــلـم فـي العـقـل يـسـاوي اتـسـاع مـِنَ الـجـهـل
عـنـدمـا تـشاهـد فـتـاة تـسـير فـي الـسوق وكـأنـها (عــرس يمشي)
تـضـع مـن الـزخـرفـات والكـرستـالات اللـماعـة عـلـى الـعـباءة
ورائـحـة العـطور التـي تجـري خـلـفـها وحـولــها
بـربــكـم هــذه مــاذا يــؤثــِّر بهــا مـن آيـات وأحـاديــث؟
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَـيِّرُ مَـا بِقَـوْمٍ حَـتَّـى يُـغَيِّـرُواْ مَـا بِـأَنْفُــسِـهِمْ) الرعــد:11
إذن الآن لديــنا نمـوذجـين مـِنَ النــاس:
الأولـ: لا يــفــهم لــذا لـن يــتأثـر إذا لــم تبـسّط مـا تـنصــحه بـه حتـى يـفـهـم.
الـثاني: يـفـهم (مـا معـنى الحـرام) ولـكـن لا يتـأثّر
إلا إذا عـرفـت مـِنْ أيـن تـأتـيه عـلى حـسب شخـصيـته
وتـفـهـّمه بواسـطة العــواطـف أو بــواســطة الــحـقائق.
أتـعلــمون مــا النـموذج الثـالــث الذي ينــتشر بيــن الــناس الــيوم؟
يقال أن: شـيوخـنا (حفـظـهم الله) لا يصـعـب عليهم اقناع الطبقة
المــنحدرة مــن الــشــباب الـذيـن لا يـــعرفـون إلا قــليل عــن دينـــهم
فـي أن يســتقــيموا ويــصلــحوا مــا فــي أنفــسهم
ولــكــن مــا يخـــيف الــشيوخ هـو الطــبقة الســفلـة الأكــثر انحــداراً
الذيــن هاجــروا ديـنهــم إلــى كـتـب الـفلاسـفة المـلحديـن
تـَجـِد الأكـثـر مـنـهـم جـامـعيـون تـجـرّهـم هـذه الـكـتـب
إلـى الكـفـر فـمـثـلا يسأل: مــَن خلق الله!؟؟؟؟
وهـذا هو الـنمـوذج رقـم ثـلاثـة
فهـذا ما يخـيفنا مـن أن يكـونوا مـنه شـبابنـا الضـائـعون
المـصيـبة أن مـثل هـؤلاء لا يـملـكـون ولا ذرّة مـن الإيمـان بالله
وذلك يرجـع لسوء التـربـية والـجهـل بالـعقـيدة وبالـضوابـط الإسـلاميّـة.
وبـاتـباع العلـم والسـير علـى مـناهـج الـدين لـن يـبتـعد الانـسـان عـن شبـهات
الملحـدين وحـسـب.. وانمـا تتضـح لـه صـورة الإســلام أكـثر ويبـدأ يعــرف
كيفيــّة التعـامـل مـعه بـشكل صـــحيح..
هنـاك الكـثير مـن النـاس اليـوم وللأسـف يقــلبون
ويـخلطون ويعــكسون مــفاهيم الـدين علـى هواهم وتصـبح متـداولة بينـهم
لـدرجة أن لقولـك: جزاك الله خير
يتـساءلـون: ليش أنــت مــطـوّع؟
ولا يقـول هـذه الكــلمة إلا الـملتــزم؟؟
أو بيــن الفتيات: فــلانــة عنــدها حريــّة
هــذه لا تــسمى حريّة لمن لا يبالي بشــرع الله
أو الأعــجب مــن ذلك هـو عَـــزلُ الــدين عــن المــناقــشات
مـِــنْ قــِلــّة الإيــمــان بــالله عـــزَّ وجــلّ
كمــــثل: السـيـاســة هـنـاك والـدين هـناك والـتاريخ هـناك
لا لا لا
الــدين هـو الأسـاس فـي نقاشـاتنا، لكي نتجنــّب ما يغضــب الله
ونمــلأ الجلــسة بــتبادل الثقــافة الواســعة والاحــترام والتقــدير
وهــذه مصــائب والله العــظــيم..
مــتى نــعـدِل أنــفسنا؟
مــتى نــضبط مــعتقـداتــنا؟
متـــى نتقــرّب مـِـنْ ديــننا؟
اللــهم أصلح حـالـنا ووفقـنا إلى مـا يرضـيك ومـا يقـربنا إليـكـ، اللهم آمين.
أتــرك بــياضـًا فــي الصـفـحـة لـمن أراد أن
يخــلط حبـــر قلــمه مــع هــمـه ليشتكي معي عــن حالنــا ...