حسام حامد عضو مبدع
الابراج : عدد المساهمات : 430 تاريخ الميلاد : 10/01/1990 تاريخ التسجيل : 10/01/2010 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالب علم دين ودنيا
| موضوع: حصريا لمنتدى ابن الدلتا (( هموم مريم )) الإثنين أبريل 19 2010, 10:14 | |
| همــوم مــــريم طول عمرها وهي تحلم بأسرة تختلف عن أي أسرة سمعت عنها أو قرأت عنها في القصص والجرائد ، كانت تراودها أحلاماً عن هذه الأسرة يظلها حنان الأم ورعاية الأب ، ولكنها عندما جاوزت الحادية عشر من عمرها استيقظت لتجد أنها وحدها في المنزل وكلما سألتها عن والدها لا تجيبها إلا بكلمتين لقد ذهب ، وظل هذا الجواب يشغل بالها وعقلها ودارت تساؤلات كثيرة منها ؛ أين ذهب ؟! ولماذا ذهب ؟! وهل كان من الضروري أن يذهب ويتركهما ؟ تساؤلات في حالة تناسب طردي كلما كبرت زادت الأسئلة ووضحت الأجوبة وكثيراً ما كانت تتساءل هل من العسير أن يحقق المرء ما يحلم به ولكنها وجدت إجابتان لهذا السؤال إحداها تنفيه والأخرى تؤكده ، ولعل هذا ما جعلها تعايش الواقع الذي أصبحت فيه أما بالنسبة لحلم الأسرة الذي حلمت به فقد أدركت أنه ليس بيديها شيئاً تجاهه أما الأحلام التي تتعلق بها وبحياتها فهناك القدرة على تحقيقه . الآن وهي في العشرين من عمرها لا تتذكر أو بالأدق لا تريد أن تتذكر أيام طفولتها عندما كان يكتنفها والدها برعايته وبحبه ، لا لأنها تضني لوالدها كرهاً أو تحمله مسئولة انفصاله عن والدتها ، ولكن الذكرى .. مجرد الذكرى تورثها مزيداً من الألم والسخط ، لذا لم تعد تتذكر أي شيء عن طفولتها بحلوها ومرها مع مرور الوقت . وكما أنها لم تشعر بذهاب والدها فإنها لم تشعر أيضاً بزوج أمها ، وقد حدث الأمران كنومها ليلاً واستيقاظها نهاراً أو كأنها أغلقت عينيها وفتحتهما لتجد زوج أمها يحل محل أبيها ، ولعل هذا ما أفقدها الشعور بحنان الأبوة وإن ظل حنان الأمومة فيّاض كما هو . رغم هذه التناقضات في حياتها إلا أنها تجاوزت المحنة بفضل الله وتكيفت مع حياتها الجديدة ، ولكن الأمر لم يكن بالسهولة التي تصورتها أبداً ، فمع قدوم أخيها الصغير تغير الحالة مائة وثمانون درجة ، وقد أصبحت معاملة زوج أمها لها جافة خالية من أي حياة فلقد انصب منبع الحب الذي كان يغمرها به إلى أخيها ، ورغم ذلك لم يساورها أدنى حقد أو كره تجاه أخيها الصغير بل راحت تغمره بالحب الذي تفقده مع مرور الأيام . تحول البيت إلى نار مستعرة لا يطيق لهيبها أحداً ، فلقد انقلب زوج أمها عليها وعلى والدتها سواء ، ليس على لسانه إلا السباب واللعن ، وليس في يده إلا العصا والحبل ، يئست من هذه الحياة ولم تجد مفراً من أن تذهب إلى والدها لعلها تجد عنده ما يبعث في نفسها الأمل ويدب في قلبها الحياة ، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد أدركت من الوهلة الأولى أن الأمر سيان ولكنها لم تيأس من المحاولة فأخفت شعورها فقابلها والدها بالترحيب الحار ، قائلاً لها : أهلاً يا ابنتي ماذا أتى بك إلى هنا ؟ تبادلا النظرات لدقيقة كاملة قطعتها مريم قائلة : ألم تقل لي تفضلي ! هز الوالد رأسه وكأنه يفيق من غيبوبة قائلاً : آه .. طبعاً اتفضلي . جلسا الاثنان متباعدان عن بعضهما فاقتربت مريم من والدها أكثر محاولة تخفيف هذا التوتر بينهما وظل الأب مكانه يتابع ابنته بعينيه لا ينبس ببنت شفة إلا من بعض النحنحة والسعال ، وعندما أدرك عدم جدوى هذا التفت إلى ابنته قائلاً ماذا تشربين ! ، ألا زلت تحبين عصير المانجو المثلج ؟ أومأت برأسها أي : نعم ، فنهض الأب ينادي على زوجته لتعد لهما العصير ، ثم عاد إلى ابنته وعلى ثغره ابتسامة شاحبة تخفي وراءها توتر شديد ، فجلس هذه المرة بجوار ابنته واضعاً يديه على كتفيها قائلاً : خيراً يا ابنتي العزيز ، ماذا بك ؟ ألقت مريم نفسها في حضن والدها واسترسلت في البكاء وهي تروي لوالدها حياتها وتقص له عن قسوة زوج أمها ثم ختمت قائلة لم أعد أحتمل يا أبي أريد أن أعيش معك هنا .. أرجوك ، رفع الوالد وجه ابنته إليه ثم قال : اصبري يا ابنتي لمن تتركين أمك ؟ وأنت كما تعلمين لا تستطيعين العيش معي مع زوجة أبيك ، ابقي مع أمك واصبري ولو احتجتي إلى أي شيء فأنت تعرفين أين تجدينه ، ربت الوالد على كتفيها ثم أدخل يديه إلى جيب سرواله وأخرج منه بعض النقود وناولها إياها لابنته ، ولكنها نظرت إليه بعينين كلهما حب ويأس ثم قالت لم آت إليك من أجل المال لا أريد شيئاً إلا أنت .. أريد أن أكون معك أنت ووالدتي فقط ، ألا تدرك ذلك ؟ نظر إليها والدها بدوره في يأس ثم قال : لم يعد ينفع يا مريم ، نهضت مريم من مكانها وولت ظهرها له ثم التفتت إليه قائلة إذاً أنا في غنى عنك وأنت في غنى عني ، ثم انصرفت من منزل والدها وقد غمرت دموعها صدرها ووجهها . لم تعرف إلى أين تذهب أو إلى من تلجأ فلم تجداً مفراً من أن تعود إلى بيتها رغماً عنها ، فدخلت المنزل فلم تجد فيه إلا والدتها وقد ارتسم على وجهها القلق والحيرة ، فولت مريم ظهرها لها وأسرعت إلى غرفتها وصفقت الباب خلفها ، ارتمت على فراشها وتركت لدموعها العنان ، ثم سمعت طرقات والدتها على الباب فاعتدلت وهي تمسح دموعها قائلة : تفضلي يا ماما .. دخلت الأم إلى الغرفة وجلست بجانب ابنتها وهي تأخذها في حضنها وتربت على ظهرها وتمسح بيديها على شعرها كما اعتادت أن تفعل ثم قالت : لا تحزني يا ابنتي اصبري فإن الصبر مفتاح الفرج وكوني على ثقة من أن هناك من هو أرأف وأحن بك من أبيك وزوج أمك ن التفتت إليها مريم تحثها على الاسترسال في حديثها ، فأكملت الأم قائلة : ربك هو أرأف بك من أي أحد فالجئي إليه وهو لن يخذلك . نظرت إليها مريم مرة ثانية ولمحت على وجنتي والدتها دمعتين فرفعت يدها تمسحهما من عليها وهي تقول : لا تبكي . كفكفت الأم بكاءها واحتضنت ابنتها أكثر وأكثر ، وهنا أدركت مريم أنها كانت تبحث عن القلب الخاطئ والحنان المزيف ، وأدركت أن هناك قلباً يحبها وحناناً كان أمامها طول الوقت ولكنها لم تراه . أدركت مريم أن هناك أمل لابد أن تحيا من أجله وعليها أن تثبت لوالدها وزوج أمها أنها قادرة على المضي قدماً في طريقها طالما هناك من يحبها ويعتني بها والدتها وربها ....
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: حصريا لمنتدى ابن الدلتا (( هموم مريم )) الإثنين أبريل 19 2010, 11:35 | |
| ما اجملها من قصه تجسد حياة كثير من الاشخاص في مجتمعنا الحالي ابدعت ياحسام ربنا يحفظلك موهبتك |
|
حسام حامد عضو مبدع
الابراج : عدد المساهمات : 430 تاريخ الميلاد : 10/01/1990 تاريخ التسجيل : 10/01/2010 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالب علم دين ودنيا
| موضوع: رد: حصريا لمنتدى ابن الدلتا (( هموم مريم )) الثلاثاء أبريل 20 2010, 06:49 | |
| شكرا لك وميرسي على كلماتك البسيطة المعبرة | |
|