قال العلاّمة الألباني رحمه الله في " التعليقات الرضيّة على الروضة النديّة " ( 2/ 151/ حاشية ) :
فائدة :
ينبغي أن لا يزوِّج صغيرته - ولو بالغة - من رجل يكبرها في السِّنِّ كثيراً، بل ينبغي أن يُلاحظ تقاربهما في السِّن، لِما روى النسائي ( 2/ 70 ) بسند صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال : خطب أبو بكرٍ وعمر رضي الله عنهما فاطمة رضي الله عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " إنها صغيرة " ، فخطبها عليّ؛ فزوّجها منه .
قال السندي في شرحه على سنن النسائي : فيه أن الموافقة في السن أو المقاربة مرعيّة؛ لكونها أقرب إلى الألفة، نعم؛ قد يُترك ذلك لِما هو أعلى منه، كما في تزويج عائشة رضي الله عنها . اهـ .
وللفائدة ، سأضع أعمار الصحابة المذكورين :
ولدت فاطمة رضي الله عنها قبل المبعث بقليل، وتوفيت سنة 11 بعد وفاة النبي بأربعة أو خمسة أشهر، عن عمر 24 أو 25 سنة .
وتزوّجها عليّ رضي الله عنه سنة 2 في ذي القعدة أو قبلها ( كما ذكر الذهبي في ترجمتها في سير أعلام النبلاء )، فعمرها عند زواجها 15 أو 16 سنة .
وتقديري أن خطبة أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم لفاطمة رضي الله عنها كانت بعد الهجرة إلى المدينة وقبل ذي القعدة سنة 2 .
ومات أبو بكر رضي الله عنه سنة 13 عن عمر 63 سنة، فعمره حين خطبها 52 سنة، فكان الفارق بينهما 36 سنة .
ومات عمر رضي الله عنه سنة 23 عن عمر 63 سنة، فعمره حين خطبها 42 سنة، فكان الفارق بينهما 26 سنة .
ومات عليّ رضي الله عنه سنة 40، وولد قبل البعثة بعشر سنين، فعمره حين تزوّجها 22 سنة، فكان الفارق بينهما 6 أو 7 سنين .
تزوّج النبي صلّى الله عليه وسلّم عائشة رضي الله عنها في السنة الثانية من الهجرة .
وكان عمر النبي صلّى الله عليه وسلّم 54 سنة .
وكان عمرها 9 سنوات .
وكان الفارق بين عمرهما 45 سنة .
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات