شاب محترم وخلوق ومثقف

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهـ ..

كل شخص أكيـد دخل هنـا و هو يتساءل .. شاب محترم و خلوق و مثقف و لكن !.....
لو سألنا أي بنت عن مواصفات شريك حياتها و قلنا لها شاب محترم و خلوق و مثقف و وسيم و آخر حلاوة و وظيفته جيدة راح توافق على طول ..لكن يبقى التساؤل !! شاب محترم و خلوق و مثقف و لكن ......
نؤجّل تعبئة الفراغ شوي .. و خلينا نشطح خيالاتنا و نتخيّل نفسنا في مجمع تجاري ..

تخيّل نفسك و إنت داخل المجمّع و في فرط انشغالك بالتسوق و التبضع من كل متجر أذّنوا لـ صلاة المغرب ..
و انت رايح للمسجد تشوف الشباب و البنات جالسين ماحد لم نفسهـ .. و إنت على طريقك لمسجد المجمّع أقاموا الصلاة و كبر المؤذّن و الحال نفس الحال جالسين من دون حراكـ
صليت و مسجد المجمّع ما شاء الله مليان و يبهج الصدر بس عقلياً مستحيل إن كل اللي في المجمّع جوا هنا لأنه بيكون أزحـم
تخلّص الصلاة و ترجع لنفس المكان و تحصل نفس الشباب اللي كانوا في الكافيه الفلاني جالسين مكانهم
و يخلص وقت المغرب و يأذّن العشا و إنت تستغرب كيف إن هؤلاء ما فكّروا مجرّد التفكير بالصلاة
طبعاً الأصل إن الواحد يحسن الظن و يلتمس العذر لإخوانه المسلمين أو المسلمات لكن طبعاً في النهاية كلنا ما ننكر إن في ثلة من شبابنا و بناتنا غير حريصين على الصلاة
و على ذلكـ يكون :
شاب محترم و خلوق و مثقف و لكن [ ما يصلي ] ..
أنا ما أنكر إن و لله الحمد و في السنوات الأخيرة خصوصاً صار في وعي أكبر فيما يخص الصلاة لكن أيضاً و ما يزال في شريحة من الشباب مهملين في هالجانب
تحصل الواحد منهم ياحليله و يازينه و مؤدب و كتكوتي لكن فيه هذا العيب ..
و طبعاً الاهتمام بالصلاة على درجات في ناس ما يصلونها أبد و في اللي يجمعهم آخر الليل مرة وحدة و في اللي يصليها أحياناً و أحياناً لا و في اللي يصليها لوحدة بعيد عن الجماعة و و و و و و ... إلخ

النبي صلى الله عليه و سلم في آخر حياتهـ و هو على فراش الموت و أهل بيته متجمعين حولهـ كانت آخر وصيتهـ : " الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم "
كل شخص في هذا الحياة أنا و إنت و أي بشر في هذه الدنيا إذا كُتب له إنه يقول شي قبل ما يموت أكيد راح يختار أهم شي عنده و يوصي فيه غيره يهتم فيه و يحرص عليه
و لأن النبي صلى الله عليه و سلم مُرسل لهذه الأمّة المباركة اختار أهم شي يجب على هذه الأمة الحرص عليهـ و هو الصلاة
الرسول صلى الله عليه و سلم ترك كل الطاعات و كل الواجبات .. ترك آل بيته و أصحابه
و وجّه رسالة لـ أمته من أبو بكر الصديق رضي الله عنه و حتى آخر مولود يُولد قبل البعث و هي " الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم "

و لمن الواحد يفكّر ليه الصلاة مهمّة طبعاً ما راح تمر ثواني إلا و يتبادر إلى ذهنه حديث النبي صلى الله عليه و سلم :
" العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
معادلة مافيها أي لف و لا دوران .. ما تصلي كافر .. تصلي إنت و تقديرك و اهتمامك بالصلاة ..
فأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإذا صلحت صلح سائر العمل و إذا فسدت فسد سائر العمل ..

كلنا مقصرين في حق هذه الفريضة العظيمة .. ماحد يجي ينزه نفسه و يسوي فيها العلامة اللي يصلي كل الصلوات في المسجد و يجي قبل الأذان بخمس دقايق ..
بس تقصير عن تقصير يفرق .. و أكثر ما يحز في النفس اللي يترك الصلاة سواء جزئيا أو بالكلية أو اللي يؤخّرها حتى تخرج عن وقتها .. لأن هؤلاء وضعوا نفسهم في دائرة الخطر ..

طيب أنا و إنت و إنتِ و أي شخص ما يصلي .. ايش اللي يمنعنا من آداء الصلاة ؟
ايش اللي يمنعني و يمنعك من تعويد النفس عليها بالتدرّج .. متكاسل .. مالكـ خلق .. ثقيلة عليكـ .. !!
طيب انت مو تداوم في شغلك ثمان ساعات .. و إنتِ مب تروحين جامعتك ترتزين ع كرسي الدراسة كم ساعة !!
مافي أي عاقل يشك إن هذا أطفش و أطفش مليون مرة من عشر دقايق أتوضا و أصلي فريضتي فيها ..
طيب ايش معنى هالعشر دقايق ثقيلة جداً لكن ثمان ساعات في الشغل أو في الجامعة نستحملها .؟؟
الشغل أنا أشتغل عشان المردود المادي بدون ما أقدر أعيش .. و الدراسة لازم عشان أضمن مستقبلي .. صح شي جميل ..
لكن مو من الأحرى فيك إنك تضمن آخرتك اللي فيها معاشكـ و خلودك الأبدي ؟؟!
أنا ليه أعتب بخصوص هذه المسألة ..؟ لأن شأن الصلاة خطير جداً و التهاون فيها قد يكون مخرج من الملة و العياذ بالله ..
اوكي قصر في زكاة مالكـ .. قصّر في صيامكـ .. قصّر في طاعتك و في آي شي آخر ..
لكن شي هو أساس الإسلام و صلاح العمل مثل الصلاة ما في أي مجال للتقصير فيهـ ..
ما تدري بكرهـ تموت أو اليوم و إنت ما تصلي أو إنتِ ما تصلين .. !!
و تُحاسب يوم القيامة على عشر دقايق تكاسلت تؤدي فيها فريضتك في يوم ما ينفع فيه الندم و تقول ربي ارجعون !

" حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون "

..
وهذه هدية بسيطة:

كل واحد في هذه الحياة فيه الخير و حبّ الخير .. و حتى لو كان مقصر في جانب معيّن
أول ما تسنح له الفرصة لسد هذا التقصير و وجد الإعانة و التشجيع من حوله راح يبادر لعلاج هذا التقصير
ممكن إنت أو أنتِ بالفعل تريد إقامة هذا الفرض كما يجب لكن في أسباب تتغافل عنها تمنعك من هالشي ..
ممكن إنت تمشي مع شلّة ما تعينك على آداء الصلاة هنا لازم تُوجد حل لهذا الأمر .. إما إنك تقنع صحبتك إنكم تتعانون على هالشي أو تضطر آسفاً للانسحاب من بينهم وقت الصلاة و صدقني هم وقتها راح يحسون بذنبهم و خطأهم خاصة إذا كانت حرصك شديد عليها ..
ممكن السبب يعود لتكاسل يهاجم جسدك و هذي وساوس شيطانية و الأمر هنا يحتاج لعزيمة قوية و إرادة صادقة و تعويد للنفس تدريجياً على هذا الأمر ..

ممكن إنت أو أنتِ تحسين إن هذا عبء ثقيل جداً ..
لكن مجرّد التفكير ببعض العقلانية كفيل بإنه يغير هذه القناعة ..
أولا الصلاة راحة للقلب و ليس عبء عليهـ .. و بالعكس اللي ما يصلي يجد كدر داخل قلبهـ و ممكن تظل نفسه خبيثة لفترة من الزمن ..
و طبعاً كلنا مرينا بهذا الشي إذا خرجت صلاة عن وقتها نشعر إن نفسنا خبيثة أو مثلاً ما صلينا صلاة في الجماعة بالرغم من إن الفرصة كانت مواتية لنا ..
و من ثمّ قد تذهب لـ المسجد .. و تجد شيخ مقعد جاوز عمره التسعين يمشي بصعوبة .. و تجد ذلك المعاق على كرسيه المتحرك يكافح ليصلي مع جماعة المسلمين ..
ما تملك إلا تطأطأ رأسكـ و تستحي من نفسك أنتَ الإنسان السليم المعافى من كل مرض إلا مرض القلب ..
أو ربما تظنّ أن امتحاناتك الدراسية سبب عظيم لتأخيرك الصلاة أو أنّ " مشوار معين " سبب مقنع لتأخيرها ..
ثمّ تفتح كتب السيرة و تقرأ أن الصحابة في غزواتهم و في أشدّ قتالهم لا يتهاونون في ترك الصلاة و يؤدونها على دفعات فيما يُسمّى بصلاة الخوف ..

و من ثمّ تُقلّب صفحةً أخرى فتجد أن ذلك الصحابي الكفيف الوحيد في منزله البعيد عن المسجد في طريقٍ مليء بالسباع و مع ذلك لا يجد له النبي صلى الله عليه و سلم عذراً في ترك صلاة الجماعة !!
و حينها أيضاً تطأطأ الرأس و تقول ما أسخف الأعذار التي نضعها لأنفسنا

أحياناً يكون الشخص وده يترك سماع الأغاني أو ذنب معين يمارسه و يحاول و ما يقدر ..
و لو تأمّلت واقعه تجد إنه مقصر في حق الصلاة .. فعشان كذا اللي يبي يترك أغاني قبل ما يتركها أولاً يحسّن وضعه مع الصلاة و من ثم راح يجد نفسه قادر على تركها ..
و أحياناً الشخص يشعر إنه غير موفّق في دراسته أو شؤون حياتهـ و طبعاً التوفيق شي بيد رب العالمين قد يحرمك إياه لأسباب و قد يعطيك إياه لأسباب
و ما تدري ممكن يكون أحد هذه الأسباب هو آداءك للصلاة ..

الصلاة تجعل علاقتك مع ربّك أقوى و أوثق .. و تشعرك بأن الله يراك و معك .. و تزدادك ثقتك و أملك بالله عز و جل
و ترجو من الله أموراً ما كنت راجيها لو إنك شخص مو حريص على الصلاة ..

و أخيراً .. أنا متأكد إن أغلب اللي يقرؤون هذي السطور مو مقصرين في آداء فرائضهم و صلواتهم و بالعكس أنا شخصياً أرى إن أغلب الشباب و البنات حريصين على الصلاة ..
لكن مهما يكن في النهاية الواحد يكتب و يرجو إن و لو إنسان واحد يستفيد من اللي يكتبه و يكون مؤثر إيجابي في حياتهـ ..
و أيضاً حتى لو كنا حريصين على الصلاة نحتاج لمثل هذه المواضيع تذكرنا بأهميتها و أيضاً إذا في شخص حولنا مو حريص على آداء الصلاة فلازم نتذكر إنه واجب علينا إننا نذكره و نحرّص عليه يهتم فيها و يأديها بالشكل المطلوب ..
و أكيد كلنا مقصرين في حق الصلاة مهما فعلنا و اجتهدنا لكن الواحد يبذل أقصى مايمكنه لعبادة ربه جل و علا اللي خلقه و رزقه و بيدخله الجنة برحمته إن شاء اللهـ ..
إذا كنت مقصّر فدائماً حاول علاج تقصيركـ .. و تذكر إن إبليس مب مرتاح حتى يخرجنا منها أجمعين فالواحد لا يستكين لواقعه و يرضى به بل يسعى دائماً نحو الأفضل ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
جبيبي محمود
الصلاة عماد الدين
وكما جاء في حديث صحيح عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، فقال الصحابة : ولو كان . . يا رسول الله قال : أنكحوه وكررها ثلاثا )
ماذا بعد ؟
ولو كان فقيرا
ولو كان جاهلا
ولو كان قصيرا
ولو كان .....
هل استوعبت معي
ولو بآية من القرآن ...
ولو بدراهم
ياااااااااااااااااااااااااااه
ايه الروعة دي
فيه دين بالشكل ده
فيه جمال بالشكل ده
فيه ناس بالشكل ده
ايوة فيـــــــــــــــــــــــــــه

تسلم يا حسام شكرا ليك

توبيك اكثر من راائع

تسلم ايدك