وماذا بعد

رصدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية الجدل الواسع الذى خلفه مقال الكاتبة السعودية، ندين بدير، التى تدعو فيه إلى تعدد الأزواج والمساواة بين الرجل والمرأة فى حق الزواج من أربع، وقالت إن هذه المقالة أثارت جدلا واسعا بين صفوف العديد من الأطياف فى مصر نظرا لأنها تناقش أحد أكثر الموضوعات المحرمة من وجه نظر الدين الإسلامى.

وتبدأ بدير مقالها قائلة "اسمحوا لى أن اختار بين أربعة أو خمسة أو حتى تسعة رجال، أو مثلما يأخذنى خيالى، فأنا سأختارهم بأشكال وأحجام مختلفة، أحدهم سيكون أسمر والآخر أشقر...وسيكونون من خلفيات وأعراق ودول مختلفة". وتتساءل بدير فى مقالها عن الأسباب التى تمنع المرأة من تعدد الأزواج فى الإسلام.

وتقول لوس أنجلوس تايمز: إن بعض المؤسسات الإسلامية والنواب المصريين شنوا هجوما لاذعا على بدير، متهمين إياها بكتابة مقالات تحريضية تناقش موضوعات محرمة مثل الجنس، فى الوقت الذى يستمر فيه المقال فى استقطاب التعليقات والانتقادات بشكل متواتر منذ قرابة الشهر.

وكان الشيخ أحمد العجمى أحد هؤلاء الذين استجابوا بغضب عارم حيال وجهة النظر التى تروج لها بدير، والتى تقول إن تعدد الزوجات فى الإسلام نظام غير عادل، مشيرا إلى أنه "لا توجد امرأة لديها الحق فى الهجوم على تقاليدنا بهذه الطريقة"، وأن الكاتبة السعودية يجب "إيقافها".

وتسبب المقال كذلك فى إثارة حفيظة البعض داخل الدوائر السياسية، حيث رفع عضو فى البرلمان دعوى ضد جريدة مصرية مستقلة التى نشرت هذا المقال على اعتبار أنها تروج للرذيلة.

وترى بدير أن كلا من الرجال والنساء يجب أن يسمح لهم بتعدد الزوجات والأزواج، أو توضع قوانين جديدة أكثر عدلا ترسم إطارا جديدا "لخريطة الزواج" بموجبه لا يستطيع الرجال الزواج بأكثر من امرأة فقط لأنهم يشعرون بالملل من الزوجة الأولى. وتلفت الصحيفة إلى أن الإسلام يسمح للرجال بالزواج بأربع زوجات ولكن فقط إن استطاعوا أن يعدلوا فى معاملتهن.

وعلى الرغم من أن مقال بدير المعنون "أزواجى الأربعة وأنا" استقطب عاصفة من الانتقادات اللاذعة من قبل بعض المحافظين، دافع آخرون عن رؤية الكاتبة السعودية، لافتين إلى أنه يعتبر انطلاقة إيجابية لمناقشة موضوع هام ظل فى طى الكتمان لمدة طويلة.

يقول، مثلا، الإمام الشيخ عمرو زكى، فى تصريح لصحيفة الجارديان البريطانية إن فكرة التعدد فى حد ذاتها لا تتناسب مع الهيكل الاجتماعى وإن العالم سيكون مكانا أفضل إذا ما منعت هذه الممارسة، "فى عالمنا اليوم، يجب ألا يقبل تعدد الأزواج، فلا ضرورة منه، فضلا عن أنه لا يوجد رجل يستطيع أن يحب أكثر من امرأة واحدة، والعكس صحيح".

وتشير الصحيفة إلى أن هذا المقال تسبب فى إحداث ضجة كبيرة فى عالم المدونات الإلكترونية والمنتديات على شبكة الإنترنت فى العالم العربى.

غير أن بعض رجال الدين يصرون على أن تعدد الأزواج للرجال يوفر الأمن الاجتماعى للأرامل والمطلقات، فى الوقت الذى يرى فيه آخرون أن المقال لا يناقش حق المرأة فى تعدد الأزواج بقدر ما ينتقد هذه الممارسة نفسها.

..................................................
وهذا تعليق واحد فقط من من احد التعليقات في المصدر المنقول منه الخبر

» احبك احبك ماهو الحب وماذا تعني كلمه حب