مازال البحر ينبض
ما زال البحر ينبض بعطر رائحة السنين
ما زال الموج يعلو يعلن قدوم الشتاء
واختفي الصيف ذات مساء
يحمل معه ذكري الطفولة
ولهو الأطفال بكورات الماء
وعلي الشاطئ نبي بيوت الرمال
وتهدم بأرجل الصغار
ما زال البحر ينبض
بعطر رائحة الندي
الذي يعشقه الفؤاد
لـ يحيي حنين الماضي
إلي صوت الباعة الجائلين
لأعواد الفل والياسمين
وتشابك أيدي المحبين
علي شاطئ العاشقين
في الأمسيات الوردية
يحمل بريق القمر
وأحلام العاشقين والوعود الأبدية
وروعة الليل وضوء القمر
يرسم لوحة وجه السماء
يحمل ذكري للوفاء
بين عشاق أحبوا اللقاء
بين عشاق كانوا بلا استثناء
ما زال البحر ينبض
بصوت الهدير . باللحن القديم
وأمنيات شوق المصير
ينير المشاعر الدفينة
يذكريات الأعوام المريرة
لمن أحب بلا أمل
من أحب وخان القسم
فعاش علي ذكري دموع الندم
حين قرر الهجر والرحيل
وتخلي عن الحب الحقيقي
وسافر في عمق السنين
عشق دخان الوهم
وأحب مرآة السراب
وعاد يبحث عن العتاب
عن الحب الذي غاب
عن العمر الذي ذاب
ما زال البحر ينبض
باللون الأزرق العطري
بلون الشوق الأبدي
بذكريات العائد . العاشق المهاجر
وصورته وهو يلوح بالرحيل
أخذته بعيدا ً رياح الخماسين
علي شفتيه رياح التمني
بالإبحار إلي شواطئ الكون
بالتجوال داخل سرداب الأمل
عاد يحمل اللوم يحمل معه أعلام الندم
علي الماضي من الأيام
علي ذكري
العودة إليها محال
ما زال البحر ينبض
بقصص الصغار والكبار
وحكاوي الشيوخ من النساء والرجال
وعطر الشوق لمن أحب النضال
في لحظة التمني أخذ القرار
ألا يهاجر . ألا يغادر
ألا تترك يداه هذا التشابك
ألا تخيفه الراية السوداء
وهي ترفرف علي رمال الشاطئ
ألا يعشق هذه السفينة الراحلة
ألا يسافر مع الوهم الزائف
ألا يكون هذا البحار الغائب
عن الحب الذي لن يعود
عن العمر المفقود
ألا تذوب في يديه الوعود
ما زال البحر ينبض
وما زالت الباعة تحمل الورود