بدايتنا كانت رسائلنا
كل ساعة تحمل خبرا
على هاتفي
أسئلة
كانت تُسأل
تفاصيل كانت تحكى
شدّني الصوت و شده الوئام
هكذا سرنا أشهر وراء أشهر
بدأت الغيرة و بدأت الأنانية
الحب مر بجميع مراحله داخل فؤادي
حتى وصلت أني اعشق
هكذا تولهنا
تبادلنا الهدايا
من بلده إلى بلدي
ومن بلدي إلى بلده
دوما بتواصل انطلقنا في نقاشات الحب و الزعل و ذقتُ السهر و الاشتياق و الضعف و المغامرة كل هذا عبر رسائل و اتصالات تعاهدنا وتراضينا و خططنا و استفسرنا و لا حد قد حددناه بيننا هو أنا
توالت السنة لم أراه و توالت سنة أخرى ولم أقابله يوما و لا صورة له لمحتها و لا لمحني و هذه السنة الثالثة
قسم انه سيأتي لنتقابل
وأخيرا اليوم وصل و الموعد أتى و رجفت قلبي لا تتصوروها
الساعة الواحدة زوالا طبعا متفقان على الواحدة و النصف
و صلتُ إلى المكان جلست طلبت قهوة وسط
كلما دخل احد أقوم من مكاني لاستقبله ضانة انه هو لكن لا و لا ولا و ها هو كما اخبرني قميص ابيض كما أخبرته أني أحب اللون الأبيض
لا ادري اقترب نادينه باسمه … والارتجاف واضح على الكلام ناداني باسمي … لم أحس لم اشعر لم أدرك لم أتصور لم أفكر لم انتظر أكثر لم التفت لم اخذ الحذر لم أتردد لم أتسأل بسرعة بلحظة بثانية بثانية الثانية عانقته عانقته عانقته دموعي فاضت و النفس استصعب عليّ
لا ادري لا ادري لا ادري كيف
جلسنا طلب ما يشرب تحدثنا عيوننا على بعضنا البعض لم نشلها
ساعة مضت و بدأ في قول شيء
الحقيقة
قال الحقيقة قال انه متزوج من أجنية و لديه طفلين منها
لا ادري ماذا حصل لي هل أنت تقرأ و تحس
اخبرني انه مستحيل أن يظل معي قال الحقيقة
قال انه كان يحس بالأمان معي فكمل حتى استقر عقله ليعود
ويخلص لزوجته وأنا لأذهب للجحيم
ظل الصمت يلبسني و هو يطلب أن أقول ولو كلمة
وأخر ما قال فقام
الله يسهلك
ورحل و قام و غادر و انصرف و مشى و ابتعد والساعة الثالثة و انقهرت و انصرمت و انخرصت و تثلجت و تدهورت و تلاشيت فرحلت من المكان لاتجه دون اتجاه لا اصدق لا لا لا لم أتوقع لم أتخيل لم أظن هكذا
هي قصة الأولى و الأخيرة
ابتدأتْ في الثالث من الشهر الثالث في سنة ألفين و ثلاثة
و انتهت في الساعة الثالثة في اليوم الثالث من الشهر الثالث في سنة ألفين و ستة