فرقه رضا واجازة نصف العام؟ابن الدلتا

فرقة رضا.. وأفلام أجازة نصف السنة!
بقلم: زياد السحار

أتصور أن الكثيرين من جيلي مازالوا يتذكرون الفيلم العربي "أجازة نصف السنة" إحدي روائع السينما المصرية.. وهو يعكس قيماً فنية رفيعة كانت تهتم الدولة في فترة من تاريخنا المعاصر بإعلاء مكانتها. بإدراك أن مثل هذا الفن الراقي المتمثل في الفنون الشعبية والفلكلور المصري يمثلان غاية في التحضر والمصداقية.
فن راق يخاطب العقل. ولا يستثير الغرائز مثلما هو حادث الآن.. من خلال مجموعة الأفلام المثيرة التي تنتظر شبابنا هذه الأيام. وتغازلهم إعلاناتها قبل أن يفرغوا من امتحاناتهم.
فارق كبير بين أبطال فيلم فرقة رضا: ماجدة ومحمود رضا وفريدة فهمي ومحمد العزبي. وأحداث كوميدية لطيفة ترفه عن النفس وتثير الخيال النظيف.. وأبطال أفلام أجازة نصف السنة المنتظرة: غادة عبدالرازق ومروي وماريا وعلا غانم وغيرهن من نجوم أفلام التحرش الجنسي ومغازلة شباب التذاكر من خلال المشاهد الساخنة التي تمتليء بها هذه النوعية من الأفلام التي تتناول العلاقات الزوجية والخيانة بين الأزواج والاثارة بالمشهد والحوار.
ولا أدري أين دور الدولة في ارساء القيم الراقية بين شبابنا بعيدا عن هذا السباق الجنسي المحموم. وهو يفرز علي الجانب المقابل تطرفاً وعنفا. لأن هذا هو رد الفعل الطبيعي في غياب القيم المجتمعية المعتدلة.
ويكفي أن أدلل علي غياب دور وزارة الثقافة في دولة نامية مثل بلدنا من شكوي الفنان محمود رضا مؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية وهو يرثي حال فرقته التي انتهت وانتهي زمانها بسبب إهمال وتجاهل وزارة الفنان فاروق حسني لهذه الفرقة. بعد ما كانت سفيرا لمصر في معظم دول العالم. مثل كل الدول التي حافظت علي هذه النوعية من الفنون المعبرة عن تراثها وحضارتها.
واني لأستغرب موقف الفنان فاروق حسني وهو فنان تشكيلي يقدر قيمة الفنون التعبيرية الراقية من هذه الفرقة وبالمناسبة فإن رئيسة منظمة اليونسكو التي "استحوذت" منه علي هذا المنصب الدولي الرفيع من إحدي الدول التي مازالت ترعي مثل هذه النوعية من الفنون الشعبية. وهذا في حد ذاته مؤشر علي تفوق دول عن أخري في مجال الفنون بفضل رعايتها واحتضانها للفن الراقي الذي يخاطب العقول ولا يخاطب الغرائز.
حقيقة لقد حزنت مع الفنان محمود رضا في حديثه بمجلة "صباح الخير" وهو ينعي الحال الذي وصلت إليه هذه الفرقة.. وهي بالمناسبة كانت تحتفل مؤخراً بمرور 50 عاما علي إنشائها. وهي مازالت صامدة رغم الظروف القاسية والأجور المتدنية التي يتقاضاها فنانو الفرقة والتي لا تكاد تكفي مواصلاتهم في حين نسمع عن أرقام فلكية تقدر بالملايين يتقاضاها نجوم الأفلام والمسلسلات والفن التجاري الكاسح.
أمر مؤسف جعل الفنان الكبير مؤسس الفرقة يشك في أن المسئولين عن الثقافة لا يحبون نوعية الفن الشعبي الذي تقدمه الفرقة بدليل إهمالهم لها ولفنانيها علي عكس ما يحدث تجاه فنون أخري تحظي بالرعاية والاهتمام في وزارة الثقافة.
هنيئاً للجيل الحالي أفلام أجازة نصف السنة الجديدة التي تصف الناقدة الكبيرة خيرية البشلاوي إحدي بطلاتها في مقال لها مؤخرا قائلة: هذه الممثلة الموهوبة أصبحت مجرد "نتاية" بارعة في استعراض امكانيات الأنثي عندما تتجرد من الكوابح. وعليه فقد صارت "سلعة" في صناعة الترفيه المرئي. وفي مجال الاستثمار في شرائط الأفلام. فالسينما التجارية حولت المرأة إلي مجرد "طعم" في خندق الغواية والتفوق بالجسد علي حساب "الدماغ" وملكة التفكير..
وما يحدث في السينما الجديدة يحدث أيضا في الدراما التليفزيونية وفي الغناء.. خذ علي سبيل المثال ان جيلنا كان يستمتع بغناء الفنانة فايزة أحمد. والفنانة المغربية عزيزة جلال وهي تغني بالنظارة الطبية. فهل مثل هؤلاء يمكن أن يطيقهم الجيل الحالي الذي أفسد ذوقه الفن التجاري الرخيص بالكليبات الغنائية العارية وغزو الفنانات اللبنانيات اللاتي برع مصمم الأزياء في أن يجتز بمقصه أكبر مساحة ممكنة في ثيابهن تكشف صدورهن؟!.
***
التعليم.. والإدارة بالتجاهل
من الصعب أن نحكم علي سياسة الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم قبل مرور نصف العام الدراسي الحالي. وقياس مدي نجاحه في تحقيق حلم أولياء الأمور الذين يثقل كاهلهم أعباء الدروس الخصوصية في أن تعود المدرسة كما كانت ركيزة للتربية والتعليم كما وعد الوزير في تصريحاته.
ولكن ما لفت نظري ان الوزير الجديد صاحب "كاريزما" الصرامة والانضباط. أخذ يعامل مرءوسيه بطريقة لا تليق بقيادات وعقول وذوي خبرة خاصة كبار المستشارين الذين قدم عدد منهم استقالاتهم تحسباً لصعوبة أيام قادمة قد لا يجدون فيها أنفسهم بعد غياب الوزير الطيب الدكتور يسري الجمل. فقد شكا هؤلاء المستشارون من سياسة التجاهل التي اتبعها معهم الوزير الجديد برفض استقباله لهم في مكتبه. ولا شك ان هذا لا يتفق مع تصريحات الوزير بالبقاء علي السياسات واستراتيجية التعليم التي لا يصح أن تتغير من وزير لآخر. وهو ما بدا للأسف علي غير الواقع بكثرة الحديث هذه الأيام عن إعادة النظر في النظام الحالي للثانوية العامة وتفكير الوزير لأن تكون سنة واحدة.
وهكذا تتكرر نفس المشكلة. ويدخل الطلاب وأولياء الأمور في دوامة التغيير الجارية في مجال التعليم منذ أن ترك الدكتور مصطفي كمال حلمي الوزارة منذ عشرين عاما. وكانت النتيجة هي هذا التخبط الدائم في العملية التعليمية.
وما يزيد الصورة قلقاً وتخوفاً للأسف هو مصاحبة ذلك باستبدال مستشارين قدامي بمستشارين جدد من أساتذة هم زملاء جامعة أو دراسة جمعتهم بالوزير الجديد.. وهكذا تجري الأمور ان كلا يأتي بأصدقائه ومريديه.. وهذا ما لا نرضاه بالوزير الواعد!.
لا أريد أن استبق الأحداث.. ولكن مازلنا نعقد الأمل علي الدكتور أحمد زكي بدر في تحقيق هدف غال وثمين هو إعادة دور المدرسة كما كان في الماضي.. ولو استطاع الوزير أن يحقق هذا الهدف. فهذا وحده يكفي وبه يدخل تاريخ التعليم بوزرائه العظام أمثال طه حسين والسيد يوسف والدكتور محمد حلمي مراد ومصطفي كمال حلمي ومنصور حسين وغيرهم من الوزراء الذين حافظوا علي رسالة ودور المدرسة. ولم يغرقوا التعليم في فوضي التطوير والتغيير والتبديل التي أعطت الفرصة لمافيا الدروس الخصوصية لاستلاب دور المدرسة في التنشئة والتربية والتعليم.
***
مصر والجزائر.. علاقة
أبقي من الكرة
أكتب هذه السطور قبل ساعات من مباراة قبل النهائي في البطولة الإفريقية بين مصر والجزائر.. ومازالت في الذاكرة الأحداث المؤلمة للمباراة السابقة.
وبالتأكيد كان يتملكني الخوف مثل الكثيرين الحريصين علي العلاقات الطيبة بين البلدين من أن تتكرر المأساة وإن كان أداء الإعلام علي الأقل في مصر في التعامل مع هذه المباراة كان أفضل. وكذلك تحذيرات مجلس الوزراء والخارجية لوضع الأمور في نصابها وحجمها الصحيح.
بالفعل اختبار جديد آمل أن نكون قد نجحنا فيه بالحفاظ علي مصالح الشعوب وأهداف الرزق والعمل والعلاقات التاريخية والمستقبلية بين الشعبين والبلدين والتي هي أعمق وأجدي وأنفع من أهداف الكرة والملاعب.

تسلم ايدك

الف مليون شكر على الفيلم الجمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل

تسلم ايدك يا سارة موضوع هايل عندك حق

جميل جدا مجهودك الرائع ده ياسارة و يارب دايما

تسلم ايدك

» ابن الدلتا000اجازة نصف العام 2009-2010 لمنتدي ابن الدلتا
» بانوراما ابن الدلتا حصريا علي منتدي ابن الدلتا
» مد اجازه نصف العام للمدارس والجامعات
» الدوري العام 2009 -2010
» الملخص العام لمسرحية اوديب