وللضمير صورة
ذكريات تلو ذكريات تمر أمامنا كشريط سينمائي حلوة ومرة ومنها الحامض الكاذب… كذب توابله صدق… لؤم محاط بالدفء… غدر شفاعته حب… هي الحياه لا نكاد نعرفها ونحن أيضا السبب…
أحيانا نجد طريقا صعبة لكن نمشي بها ونحن نقول: ستكون كما نريد… نتجاهل واقعا لن يتغير… نسمع كثيرا عن غيرنا بخيرهم إن وجد وشرهم إن كان… لكن نهوى التجربة لنعلم…
اعشق خوض تجارب مع الآخرين وان كانت فاشلة فالحياه اعقد من كونها بسيطة فلا ندرك كل ما نسمو إليه إلا بتجربة كل جديد… سموت كثيرا لأشياء مختلفة نجحت بها إلا اثنتين ومع ذلك اشعر أني من اسعد خلقك ربي فالحمد لك بكل نفس يخرجه صدري…
كنت أظن أن نهايتي جاءت لكنك ربي وأنت صديقي أشكركما ليل نهار بكل شروق وغروب بكل راحة عشتها بكل حزن وألم… أيا صديقي ؟؟ تعلم أني لا أجيد حب الأصدقاء لكنك من جنس آخر.. طاهر من عند الرحمن وبروحك تخطيت حاجزا وكنت لي صديقا في كل حياتي… لن ادخل عاصمتي أصدقاء غيرك فأحفظ أنت صداقة بدأتها عندما تنفسنا جرعات من هواءك أيتها الحياه.....
لست بالفتاة المهلوسة بكلامي… فلن تجدوا أفضل من صديق يدعى ” الضمير”… نملكه جميعا والغالب الأعظم نسي وجوده… انتم أيها النزلاء على الأرض تصادقوا لحظات من الزمن بصحبة ضمائركم… لن تخسروا وستكسبوا ما فقدتموه بنفيه عنكم…
يا أيها العابرون من هنا أخشى لكم عودة لإلقاء تحية عابرة على ضمائر ملكتموها فلا تجدون إلا رمادا بقي منها لا فائدة منه حتى الذكرى لا يحملها… يا أنا وانتم هل تذكرون المرة الأخيرة التي حاورتم بها ضمائركم؟؟ لو أننا نحاسب أنفسنا بصحوة ضمير حي لما متنا ونحن أحياء نتنفس…
يا أنا وانتم أتقنوا لغة الحوار مع أنفسكم لتتقنوا فن الإقناع لبيوت ضمائر الآخرين فلغة الذات الحوارية أصعب من أي لغة عرفتها… فالصراع بين الأنا والضمير ليس كأي من غيره… فأنت لا تستطيع هزم الضمير بعبثية الأنا…
يا نحن لا زلنا نبحث عن ذاتنا فكيف سنجد ذاتا أخرى ونحن نجهل ما ذاتنا؟؟؟!! ورغم ذلك لا بد أن ندرك من نحن لنجد ما نبحث عنه لذاتنا… ولنجد قبل هذا وذاك ذاتنا التائهة بين ثنايا المكان…
أذكر مقولة للكاتب المسرحي ” آرستوفان” فيها من العبرة القليل الكثير:” الحب هو شيء أكثر من السعي وراء الجاذبية الجنسية ، إنه بحث عن الذات المفقودة”…