جمال عبد الناصر

جمال عبدالناصر من الثورة الى النكسة
[size=16]
(1952-1967م)...
وأتمنى أن ينال استحسان الجميع ......

[b]· جمال عبدالناصر وثورة يوليو1952:

كانت الفترة ما بين (1945م) و(1947م) هي البداية الحقيقية لتكوين نواة تنظيم الضباط الأحرار؛ فقد كان معظم الضباط، الذين أصبحوا- فيما بعد- اللجنة التنفيذية للضباط الأحرار، يعملون في العديد من الوحدات القريبة مجلس قيادة الثورة
من القاهرة، وكانت تربطهم علاقات قوية بزملائهم؛ فكسبوا من بينهم مؤيدين لهم.
وكانت حرب (1948م) هي الشرارة التي فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة ضد الفساد، بعد النكبة التي مُنِيَ بها العالم العربي في فلسطين.
وفي صيف 1949م نضجت فكرة إنشاء تنظيم ثوري سري في الجيش، وتشكلت لجنة تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط، هم: (جمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين، وعبد المنعم عبد الرؤوف) ، ثم زيدت بعد ذلك إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل من:( أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف بغدادي، وزكريا محيي الدين، وجمال سالم). وظل خارج اللجنة كل من: (ثروت عكاشة، وعلي صبري، ويوسف صديق). (1)
في يوم ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]؛ فلم تلقَ مقاومة تُذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان اللذان قُتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة.
وبعد التأكد من أن كل شيء كان تحت السيطرة أرسل عامر لابلاغ نجيب واحضاره الى المقر الرئيس للجيش بينما كان البيان الأول الذي شارك في صياغته عبدالناصر وخالد محيى الدين يتلى في الاذاعة المصرية من قبل السادات ، وقد كتب باسم مجلس قيادة الثورة وعرف نجيب كرئيس له وقائد بينما عرف جمال عبدالناصر كنائب للرئيس (2)
وبعد نجاح الثورة بثلاثة أيام – أي في ٢٦ يوليو – أجبر الملك فاروق على التنازل عنالعرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد. وفى اليوم التالي أعيد انتخاب جمال عبدالناصر رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : أحمد حمروش – قصة 23 يوليو-ج5 - -ص 14-17.
(2): سعيد أبو الريش– جمال عبدالناصر آخر العرب – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – 2005م –ص61

وكان الضباط الأحرار قد اختاروا "محمد نجيب" رئيسا لحركتهم، وذلك لِمَا يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا؛ سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.

وقـد اتخذت الثورة عددا من الإجراءات المحققة لأهدافها السياسية والاجتماعية التي تبنتها، وفي دعم سلطتها الجديدة وتثبيت أركانها، فأصدرت بعد أيام من قيامها أمرا بإلغاء الألقاب، ثم أصدرت قانون تطهير الإدارة الحكومية.

وكان أهم قرارات الثورة في (18 يونيو 1953م) حيث أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بإلغاء النظام الملكي، وإعلان النظام الجمهوري، واستقالت وزارة محمد نجيب، وشُكلت وزارة جديدة ضمت عددا كبيرا من العسكريين، وأصبح نجيب رئيسا للجمهورية، ورئيسا لمجلس قيادة الثورة، ورئيسا للوزراء، وكان أول قرار وقعه الرئيس نجيب مرسوم ترقية الرائد عبد الحكيم عامر إلى رتبة اللواء، وتعيينه قائدا عاما للجيش.
فقد تشكل مجلس قيادة الثورة من أحد عشر عضوا رأسه محمد نجيب، وكانت القيادة الحقيقية فيه لجمال عبد الناصر رئيس اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار، وبدت في المجلس زعامتان، اكتسبت فيها زعامة محمد نجيب تأييد شعبيا كبيرا بسبب الإنجازات التي حققتها الثورة في بداية عهدها، أما زعامة عبد الناصر فقد استمرت علاقته الوثيقة بالضباط سواء في قيادة الثورة أو بين الضباط الأحرار.
وفي أزمة الصراع على السلطة بين نجيب وناصر، وجد نجيب نفسه رئيسا بلا صلاحيات فقدم استقالته إلى مجلس قيادة الثورة في (22 من فبراير 1954م) فقبل المجلس استقالته، فقامت المظاهرات المؤيدة له وأمام هذا الإصرار الشعبي عاد نجيب إلى الحكم مرة ثانية، إلا أن عبد الناصر استطاع التخلص من مؤيدي نجيب في الجيش، ومن ثم عين نفسه رئيسا للوزراء ورقي عبدالحكيم عامر الى لواء وعين في وظيفة القائد العام للجيش ،وكلتا الوظيفتين كان يشغلهما نجيب رسميا .(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): المرجع نفسه – ص75.

· استفراد عبد الناصر بالحكم :

بعد ان تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء اقتصردورمحمد نجيب على رئاسة الجمهورية حتى قرر مجلس قيادة الثورة في نوفمبر 1954م إعفاء محمد نجيب من جميعمناصبه على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً وأن يستمر مجلس قيادة الثورة فيتولى كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر.
وقد استطاع عبدالناصر أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في (19أكتوبر 1954م). وما لبث أن اصطدم في نفس العام مع جماعة "الإخوان المسلمين" بعد أن
تعرض جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 لمحاولة اغتيال فاشلة وقعت في ميدان المنشية بالإسكندرية حيث قام عضو في حركة الأخوان المسلمين يدعى" محمد عبد اللطيف" بمحاولة اغتياله بينما كان يقوم عبدالناصر بالقاء خطاب بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا حيث كان عبداللطيف قد تمكن من اطلاق ثماني رصاصات جرحت واحدة منها احد الحراس لكنها لم تصب هدفها.(1) وقد قام عبدالناصر بحملة اعتقالات واسعة فقد جمع سبعمائة عضو من الاخوان المسلمين خلال اليومين اللذين أعقبا الحدث، ومائة وأربعون من الضباط فصلوا من الخدمة وكثير منهم تم اعتقالهم .(2) وقد شكلت محكمة الشعب لمحاكمة المتهمين برئاسة جمال سالم وقد حكم على ثمانية أفراد بعقوبة الاعدام ولكن العقوبة للمرشد العام للاخوان المسلمين "حسن الهضيبي " استبدلت وكذلك الحكم الصادر على الزعيم العقائدي للاخوان المسلمين "سيد قطب" أما بقية الأفراد الستة فقد اعدموا. (3)
وفى يناير عام 1955 عين مجلس قيادة الثورة عبدالناصر رئيسا للجمهورية حتى انتخابات الرئاسة ثم انتخب جمال عبد الناصر في يونيه 1956 رئيساً للجمهوريةبالاستفتاء الشعبي بعد حصوله على نسبة (99.8 % ) من مجموع الأصوات البالغة حينذاك خمسة ملايين صوت.وذلك وفقاً لدستور يناير 1956م ـ أول دستور للثورة.

ــــــــــــــــــــــ
(1) : المرجع نفسه - ص77.
(2) : عبدالله امام – عبدالنصر والاخوان المسلمين – القاهرة – 1986م- ص74-77.
(3) : سعيد أبو الريش- مرجع سبق ذكره- ص79.

· العـدوان الثلاثي(حرب السويس) 1956:

من أهم القرارات التي اتخذها جمال عبد الناصر قرار تأميم الشركة العالمية لقناة السويس في 26 يوليو 1956، وذلك بعد سحب الولايات المتحدة وبريطانيا والبنك الدولي ،وقد هدفت الدول الغربية احراج مصر والتشكيك في صلاحية اقتصادها ، من وراء سحب وعـرض التمويل .وقد جاء سحب العرض بسبب صفقة الأسلحة التشيكية لمصر ، ونمو تيار القومية العربية ، وعدم تفهم الغرب لطبيعة أمانيالشعوب العربية.(1)

وكان هذا القرار سببا في العدوان الثلاثي على مصر والذي اشتركت فيه كل من انجلترا وفرنسا واسرائيل ضـد مصر ، حيث قامت اسرائيل بمهاجمة مصر في 29/10/1956م ، ثم وجهت كل من انجلترا وفرنسا انذارا لمصر بدعوى أن الحرب المصرية – الاسرائيلية تعطل حرية الملاحة في القناة ، وقدمت أربع مطالب لمصر وهي :
· ايقاف العمليات العسكرية .
· تراجع المتحاربين الى عشرة أميال من قناة السويس .
· أن تقبل مصر احتلال قوات بريطانيا وفرنسا لمدن بورسعيد والسويس والاسماعيلية .
· يتم اقرار كل ذلك في مدة أقصاها 12 ساعة .
وقد رفضت مصر الانذار.(2) حيث شنت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل هجوما على مصر بسبب قرار تأميم شركة قناة السويس، حيث بدأ الهجوم بقصف إسرائيلي مكثف لمنطقتي الكونتلة ورأس النقب المصريتين، وبعد مقاومة شعبية عنيفة وانذار" بولجانين" رئيس الحكومة السوفياتية- آنذاك- للحكومات المعتدية، وضغط الرئيس الاميركي "ايزنهاور" على المعتدين بهدف وراثة المصالح البريطانية والفرنسية في المنطقة مما أدى الى انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من مصر في 22 ديسمبر 1956 وتبعتهما بعد ذلك إسرائيل، وقد ازدادت شعبية عبد الناصر داخليا وخارجيا بعد هذه الحرب وأعتبر زعيم العرب الأوحد ورمز مقاومة الاستعمارالأجنبي فيما كانت حرب السويس بمثابة النهاية للامبراطورية البريطانية فـقد خسرت بعض أصدقائها العرب فتخلى عنها الملك حسين في الأردن وقضي على نوري السعيد وملك العراق ، ولم يخسر حلف بغداد العراق فقط بل فاعليته وحيويته كذلك ، وغربت شمس الامبراطورية البريطانية نهائيا في السويس .

ــــــــــــــــــــــ
(1) : د. حسين شريف – المفهوم السياسي والاجتماعي لليهود عبر التاريخ من العهد القديم الى مفاوضات السلام الشرق أوسطية (1900ق.م – 1995 م) – ج2 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1995م – ص 179 .
(2) : المرجع نفسه – ص180.
· الوحدة مع سوريا1958 م :

أعلن عبد الناصر والرئيس السوري شكري القوتلي في 22 فبراير 1958، اتحادا يضم مصر وسوريا أطلق عليه "الجمهورية العربية المتحدة" واستقبل عبد الناصر في دمشق بعد الاستفتاء الذي جرى وحصل فيه على مايفوق 99% ، استقبل استقبالا حافلا لم يسبق له نظير في مصر نفسها مما يدل على أن قضية الوحدة كانت تشغل بال الشعب السوري أكثر مما تشغل بال مصر فقد فهمها السوريون على أنها

خطوة في سبيل مبدأ القومية العربية بينما فهمها

المصريون على أنها وسيلة لتأكيد مركز مصر القيادي في العالم العربي (1). لكن الاتحاد واجه العديد من الصعاب فقد قوبلت الوحدة بردود فعل كان أغلبها سلبيا فقد نظر اليها العراق الهاشمي بعين الشك وسرعان ما اتخذ اجراء يضمن التوازن بين مركزه ومركز الجمهورية العربية المتحدة فبادرت حكومة بغداد الى اقامة اتحاد مع الأردن باسم الاتحاد الهاشمي ، وعلى المستوى الدولي لم يرحب الاتحاد السوفيتي رغم علاقاته الوثيقة مع طرفي الوحدة بتلك الخطوة التي حرمت الحزب الشوعي العربي الوحيد من شرعيته ولعل عداء الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم للوحدة كان من أهم العوامل التي جرت الى هذا التوتر ذلك ان ثورة 14 يوليو بالعراق لم تغير السياسة الهاشمية السابقة المعادية للوحدة ، أما الولايات المتحدة الامريكية فقد وجدت نفسها في مواجهة مع الوحدة على أرض لبنان ذلك أن تحمس المسلمين للوحدة هدد بقاء الكيان اللبناني ذاته الأمر الذي أعتبرته الولايات المتحدة متعارضا مع مصالحها في الشرق الاوسط وأدى بها الى تدخل عسكري في لبنان فيما بعد ، كماادعت العناصر السورية المناوئة أن دولة الوحدة لم تحترم الارادة والمصالح السورية.

وزاد من تأزم الموقف القرارات الاشتراكية التي أعلنها عبدالناصر في يوليو 1961م حيث أن قرارات يوليو 1961م احتوت على اجراءات تأميم للشركات الصناعية الهامة وكانت الشركة الخماسية من أهم المؤسسات الصناعية السورية وهكذا انضمت الطبقة البرجوازية الى ملاك الأراضي الذين تضرروا من الاصلاح الزراعي لكي يكونوا أحدعناصرالمعارضة للوحدة ولما كان لهؤلاء صلات قرابة ببعض الضباط بالجيش فقد
تصدر هؤلاء الانقلاب العسكري الذي أطاح بالوحدة في 28 سبتمير 1961م من بينهم (حيدر الكزبري وعبدالكريم النحلاوي وعبدالغني دهمان).(2)
وقد رفض عبدالناصر قمع الانقلاب بالقوة واتهم بريطانيا والأردن والرجعية العربية بتدبير وتشجيع وتمويل هذا الانقلاب، وظلت مصر بعـد الانفصال محتفظة بلقب الجمهورية العربية المتحدة.
ـــــــــــــــــ
(1): د. صلاح العـقاد – المشرق العربي المعاصر – مكتبة الأنجلو مصرية – القاهرة – 1992م – ص108
(2) : المرجع نفسه – ص109.

· حـرب اليمن 1962:
ساند عبد الناصر الانقلاب الذي قام به "عبد الله السلال" في اليمن سنة (1962م) ضد الامام البدر وكان السلال من أتباع عبدالناصر ويؤيد أيديولوجيته القومية . وأعلن عبدالناصر أن انبثاق الثورة اليمنية علامة على أن القومية العربية لاتزال بعيدة عن النهاية ، وأرسل نحو 70 ألف جندي إلى اليمن، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية،حيث ساندت السعودية الاماميين فاندفعت البلدان العربية للتوسط واحتواء الصراع وبين نهاية 1962 ونهاية حرب 1967، عقدت على الأقل ثمانية مؤتمرات في حرض والاسكندرية ، واتفاقيات الطائف وجدة واتفاقيات أخرى واتفاقيات سرية بمساعدة الرئيس الأميركي جون كينيدي ودعوات الى اجراء استفتاء(1).
ولكن استمرت الحرب والتي كان له الأثر السيئ في استنزاف موارد مصر وإضعاف قوتها العسكرية ومهد الى وقوع نكسة 1967م ، ولم تنتهي الحرب الا بعد أن وقعت مصر والسعودية في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967 على اتفاقية لانسحاب متبادل لقواتهما من اليمن (2).

· نكسـة يونيو 1967:
كانت هزيمة (1967م) بمثابة الزلزال الذي هز مصر والوطن العربي كله ، فقد كانت تلك الهزيمة أكبر هزيمة عسكرية تلحق بمصر في
تاريخها الحديث.كما كانت ضربة موجعة للأنظمة العربية القومية والمشروع القومي برمته وفي مقدمتها نظام جمال عبدالناصر-والذي وصفه خليفته أنور السادات أنه توفي في 5 يونيو 1967م لكنه دفن سنة 1970م.
[size=12]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): سعيد أبو الريش- مرجع سبق ذكره-ص282.
(2): المرجع نفسه – ص352 .

وفي الساعة 7,30 من صباح يوم 5/6/1967 بدأت إسرائيل عدوانها السافر بمهاجمة القواعد الجوية في مصر، واستمرّت موجات الطائرات المعتدية مستمرة لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، تمكّنت إسرائيل من خلالها من إخراج الطيران المصري من المعركة، فكانت خسائر القوات المصرية فادحة قدرت بنحو 10 آلف شهيد ومفقود، ونحو 80% من عتاد الجيش من بينها 800 دبابة ونحو 450 مدفعاً، ونحو 10 آلاف مركبة من مختلف الأنواع. أما على الجبهة الأردنية، بدأت قوات العدوان الإسرائيلي عملياتها بعد أن وجّهت ضرباتها الغاشمة إلى سلاح الجو الأردني فدمّرت 32 طائرة في مطاري عمان والمفرق, وقدرت خسائر الأردن بنحو 6 آلاف شهيد وخسارة 150 دبابة وغير ذلك من الأسلحة.
ولم تمض سوى ستة ايام حتى استطاعت اسرائيل أن تنهي عملها في احتلال كل سيناء وغزة والضفة الغربية وحين سكتت المدافع في هدنة العاشر من يونيو كان احتلال سيناء والضفة وغزة قد اكتمل لتبدأ في الثاني عشر من يونيو هجومها الناحج على الجولان السورية(2) والذي ابتدئته بهجومها البري فجر يوم 9/6 بقصف جوي مركّز على المواقع الدفاعية الأمامية، وكانت الطائرات السورية قد شاركت بفاعلية من خلال طلعاتها الدفاعية يوم الخامس من حزيران، حيث وجهت ضربات قوية لقواعد العدو شمال فلسطين.وبالاستناد إلى ترسانة الأسلحة الأمريكية، استطاعت إسرائيل احتلال مساحات كبيرة من الأراضي العربية على كل الجبهات، إذ كانت مساحة الأرض المحتلة في فلسطين زهاء 20,700كم، فضمّت إليها سيناء المصرية 61,198كم، وقطاع غزة 363كم، والضفة الغربية 5,878كم، والجولان السوري 1,850 كم، وبذلك أصبح مجموع الأراضي التي احتلتها إسرائيل 89,259كم، أي بزيادة أربعة أضعاف عمّا كانت تحتلّه عام 1948.

ــــــــــــــــ
(1): المرجع تفسه –ص335.
(2): المرجع نفسه – ص342.
وهكذا فتحت إسرائيل مضايق تيران وسيطرت على شرم الشيخ وضمنت لنفسها السيطرة على الملاحة في خليجالعقبة.وهذاما أدّى إلى
تحسين وضع إسرائيل الاستراتيجي كما تمكّنت من تحطيم القوة العسكرية لمصر وسوريا والأردن.
ودفعت تلك الهزيمة القاسية عبد الناصر إلى إعلان تنحّيهِ عن الحكم، واستعداده لتحمل التبعات؛

لأنه يعتبر نفسه المسؤول الأول عما حل بالبلاد؛ فخرجت الجماهير تطالبه بالبقاء وتدعوه إلى التراجع عن قراره بالتنحي والعمل على تحرير الأرض المحتلة.
عبدالناصر يعلن تنحيه عن الحكم وتحت ضغط الجماهير عدل عبدالناصر عن [/size]تنحيه، واتخذ خطوات سريعة نحو تصفية مراكز القوى وإعادة بناء الجيش الذي دمرته الهزيمة.

[/b][/size]

» مالا تعرفه عن عبد الناصر
» جمال قلبك 000
» شوف جمال مصر الحبيبة
» جمال القلب
» شوفوا ملكة جمال مصر